تفاءلوا بالخير تجدوه
بقلم/ مها الوكيل
جاء العيد ونحن نستطيع أن نتنفس الهواء وأحبابنا في أحضاننا وبجوارنا وقد بدأت عجلة الحياة تدور مجددا.
صحيح أنها تدور ببطئ ولكنها قد بدأت، وبفضل الله سوف تستمر.
من فضلكم، افرحوا بعيدكم وأدخلوا الفرحة على بيوتكم واستمتعوا بكل دقيقة من حياتكم فالآن نعرف معني كلمة “حياة” ولعله كان اختبارا من الله لنعيد حسابتنا من جديد.
فقبل انتشار كورونا كان معظم الناس بل يكاد كلهم يغلقون أبوابهم علي مشاكل جمة؛ فالبعض لدية مشاكل صغيرة لكنها من وجهة نظره أكبر مشاكل الكون.
والبعض كان يؤرقة عددا من المطبات التي يقابلها في حياته وعمله ويشغل باله وتفكيره في كيفية الخروج منها وكأنها آخر مشاكل الحياة.
ثم اصطدمنا جميعا بفيروس كورونا الذي لا تراه العين فيوقظ فينا أن المشكلات التي كنّا نعتقد أنها أقصي أزماتنا أصبحت لا شيء أمام صحتنا وحياتنا..
حقا، مرت علينا أيام عجاف ونتمنى على الله أن تكون قد انتهت وندعوه -سبحانه- ألا تتكرر، لأننا أضعف مما نظن ونتخيل.
فأمام هذا الفيروس الدقيق وقفنا عاجزين أمام أحبتنا الذين أصيبوا به، وكنا أشد عجزا وأكثر ألمًا حين رحلوا أمام أعيننا ولا نستطيع لهم نفعًا سوى الدعاء أن يتقبلهم الله في الشهداء.
ومع فقد البيوت عوائلها بسبب هذا الفيروس، ومع إصابة الأعداد المهولة به، تنزلت رحمات الله فإذا هم يتعافون منه -إلا من سبق عليه الكتاب- بل إن عددا كبيرا منهم ألمَّ بهم المرض وذهب دون أن يشعروا به.
وكان طبيعيا والوضع كذلك أن تتغير الأوضاع وتنقلب الأحوال، ونغلق الأبواب ونعمل من البيوت، وشهدنا أياما في غاية القسوة.
وشاهدنا أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يشعر به إلا المرضى، وعلمنا أنعم الله التي لا تعد ولا تحصى والتي يغمرنا بها المولى ونحن عنه غافلون، حتى الروتين الذي كنّا نعايشه ونتبرم منه ونتذمر اكتشفنا بعد هذه الأزمة أنه نعمة كبرى يمكن أن نستيقظ في يوم من الأيام ونحرم منها.
وأخيرا ولأول مرة منذ أكثر من أربعة أشهر يأتي العيد الكبير، بطعم مختلف وإحساس مختلف؛ فقد جرت العادة أن تحل بنا الأعياد بصورة روتينية وتمر مرور الكرام، لكن قسوة الأيام التي سبقت عيد الأضحى جعلتنا نستقبله كما ينبغي أن تستقبل الأعياد.
فلنتفاءل بالخير وأقدار الله كلها خير، ولنتعلم من وصية حبيبنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم “تفاءوا بالخير تجدوه”.
فافرحوا بعيدكم وفرحوا أولادكم وأهليكم وتفاءلوا بالخير والسعادة والحب والهناء، فلن يحدث في كون الله إلا ما يريد، واستمتعوا بكل دقيقة في حياتكم، فلا شك أنكم -بسبب كورونا- عرفتم قيمة الحياه.