أنَا مِن جُلِّ حَرَافِيشِك
شِعر/ د. نُورَان فُؤَاد
مَنْ يَجْرُؤ بِقَولٍ.. مَنْ يُنْكِرُ
أنَّنِي لَسْتُ مِن جُلِّ حَرَافِيشِك
يَا مِصْرُ يَا قَلْبِي يَا مَحْرُوسَةِ
الأَوْطَانِ
خَسِيءَ، وَاحْتَالَ، وَهَلَكَ بِظُلْمِهِ
يَا رَحْمَةَ الدُّنَا يَا مَشَاهِدَ الأَوْلِيَاءِ
أحْبَبْتُكِ زَمَنِي وَمَهْرُكِ أَضْنَانِي
أَمْضَيْتُ عُمْرِي فِي حِلٍّ وَسَفْرَةٍ
وَتِرْحَالٍ
أُضَاهِي بِهِمْ مَجْدي وَكَدِّ أَجْدَادِي
فَمَا رَحَلَتْ إِرَادَةٌ مِنِّي وَطَوْعٌ
وَلكنَّهُ إِرْغَامٌ وَقَسْرٌ وَكُرْهٌ
مِنْ مَوَالي لَمْ تَصْطَفِيهمْ بِمقَامِك
وَرَغِمَ ضَيْمٍ وَضْيْرٍ وَعَوْرَةَ
غُرْبَتِي
فَكَأَنَّنِي مَا غِبْتُ عَنْ بِرِّكِ الثانِي
فِي عِشْقِ العُرُوبَةِ وَجْدٌ
وَمَذَاهِبٌ
فَطُوبَى لِعِشْقِي لَكِ وَفَيْضِ
فُتُونِي
سَاءَلْتُ مَجَامِعَ شَوْقِي فِي
ابْتِعَادِي
فِيمَ وَصْلِي وَمَا عِلَّتِي فِي إِيَابِي
يُجَاوبْنِي اصْطِلائِي وَجَمْرِ
جَوَاكِ
وَإِنْ يَوْمًا مَادَتْ بِجَسَدِي أَرْضُكِ
وَقَضَيْتُ نَحْبِي فِي زَمَنٍ
كُوفِيديٍّ لَمْ يُكْرِمِ الكُرَمَاءِ
وَإِنْ تَجَاهَلَنِي الَّلحَادُ حِينَها
وَلَمْ يَقْرَأ أوْ يُصلِّ، وَلَمْ يَقُمْ
وَفَرَّ الْمُوَدِعُونَ مِنْ حَوْلِي
وَالأَحِبَاءُ
وَأَلْقَوْا بِي فِي غُمَّةِ خَوْفِ
هَرَبًا مِنْ لَعْنَةِ الْمَرْضَي
الْأَمْوَاتِ
مَنْ يَجْرُؤ بِقَوْلٍ… مَنْ يُنْكِرُ
لَحْظَتِهَا
أَنَّنِي لَسْتُ مِنْ جُلِّ حَرَافيشِك
يَا مِصرُ يَا قَلْبِي يَا دُرَّةَ الأَكْوَانِ
يَا رَحْمَةَ الدُّنا يَا مَشَاهِدَ الأوْلِيَاءِ