نحن في مركب واحد
بقلم/ غادة عقل
في ظل هذه الظروف التي نحياها نجد أنفسنا أحيانا أقوياء جدا ولا تهزنا الرياح العاتية وأحيانا نضعف وهذا طبيعيّ لأننا بشر ولنا سقف معين للتحمل وهذه الجبلة التي خلقنا الله عليها.
وأحيانا نهرب للضحك وإطلاق النكت لنتناسى ما نحن فيه.
ونتصنع الضحك ليكون قارب الهروب من الضغوطات والخوف والقلق إلى الضفة الأخرى وهي الأمان والاطمئنان.
ومنا من يمسك قلمه ويكتب فيتوه في الكتابة بين السطور حتى يغفو ويذهب في سبات عميق ليرتاح من التفكير بالغد المبهم والمستقبل المجهول.
وإذا نام المرء ربما تغزو أحلامه الكوابيس فيستيقظ.
فأين المفر؟ واقع مر وحلم منفر.
ترى إلى أين تأخذنا الحياة، إلى الهلاك أم إلى النجاة؟.
ونحن كبشر هل نسلم بأن ما كتب لنا سيصيبنا وننتظر ما هو آت أم ننقلب على الواقع ونرفضه وهذا لن يجدي.
بعض البشر قدرتهم على التحمل قد تنفذ فيتصرف تصرفات طائشة لا تتناسب مع العقل والبعض يتصرف تصرفات ترفضها الإنسانية جمعاء.
فتقوم الدنيا ولا تقعد، من ناحية نعم فلان مخطئ ومن ناحية فهو بشر والبشر خطاء والله يغفر فمن نحن لنحاسب بعضنا من عمدنا الهه لندخل بعضنا الجنة أم النار، نسينا أننا عباد صغار تحت رب كبير عظيم.
طبعا أنا لا أبرر أخطاء البعض وهي فعلا تكاد تصل لدرجة الجريمة الأخلاقية والإنسانية وأنا أستاء منها مثلما يستاء منها الجميع لكن لنكون منطقيين في ردة أفعالنا، لا نحكم على من فعل كذا ما دمنا لم نكن مكانه يوما.
جميعنا تحت ضغوط هائلة، جميعنا نمر بتقلبات مزاجية مهما كنا أقوياء، تخور قوانا أمام هذه الظروف القاسية.
فلنلتمس الأعذار لبعضنا، فلا نكون جلادين نمسك السياط لبعضنا البعض، ولا حلاجين نمسك السيوف لنقطع هامات بعضنا.
فلنكن اليد الحانية لبعضنا، و الكلمة الطيبة إن لم تصب العقل فستصيب القلب وفي الحالتين ستنجح بالوصول لوجدان الآخرين.
لتتشابك الكفوف، فتقوى كفك بكف أبناء شعبك.
ولنوحد القلوب، ليكون القلب على القلب.
ولنوحد العقول، ليكون العقل مقوما للعقل.
ولتكن السند، ظهرك بظهر أخيك.
نحن كما قلت أعلاه، على متن مركب واحد، إن غرق غرقنا، وإن نجا نجونا.