م
كرّمت إسبانيا أمس ضحايا فيروس كورونا الذين بلغ عددهم 28 ألف شخص مع استمرار انتشار الوباء في أنحاء العالم ما جعل الهند تعيد فرض إجراءات العزل على حوالي 125 مليون شخص كما دفع بلدانًا أخرى إلى اعتماد قيود صحية إلزامية مثل وضع الأقنعة الواقية.
وسجّلت الولايات المتّحدة، البلد الأكثر تضررا بالوباء خصوصا في ولايات الجنوب إذ يبدو أن الوضع خارج عن السيطرة، مساء الأربعاء أكثر من 67 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية قياسية في هذا البلد، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز التي تُعتبر مرجعا في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن كوفيد-19.
وقال هيرناندو كاليخا شقيق الصحفي الإسباني الشهير خوسيه ماريا كاليخا الذي توفي بالفيروس، خلال مراسم رسمية أقيمت في مدريد أمام القصر الرئاسي حضرها الملك فيليبي السادس وشخصيات بارزة أخرى «اليوم نقول وداعا للأمهات والآباء والأطفال والأخوة والأصدقاء».
ومع حصيلة وفيات تصل إلى أكثر من 28 ألفا جعلتها الدولة السابعة من حيث عدد الوفيات، دفعت إسبانيا ثمنا باهظا للوباء وواجهت تصاعدا في عدد الإصابات خلال الأيام القليلة الماضية.
وتواصل السلطات الإسبانية مراقبة أكثر من 120 بؤرة نشطة على أراضيها.
للمرة الأولى منذ انتهاء العزل في إسبانيا، أعادت البلاد الأحد فرض حجر منزلي على أكثر من 200 ألف شخص في منطقة بكاتالونيا (شمال شرق) بهدف وقف الارتفاع الكبير لعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
وبحسب السلطات فإن بؤرة الإصابات هذه مرتبطة بتنقلات عمال موسميين يشاركون في هذه الفترة في قطف محاصيل الفاكهة في شمال إسبانيا.
وفي الهند، دخل 125 مليون نسمة في ولاية بيهار (شمال) الفقيرة ليل الأربعاء الخميس مرحلة إغلاق تستمر 15 يوما. ويخضع الـ13 مليون نسمة الذين يعيشون في مدينة بنغالور الكبيرة (جنوب) ومحيطها لتدابير عزل مشددة منذ الثلاثاء ولمدة أسبوع.
كما أعلنت ولاية غوا الساحلية الصغيرة، وهي مقصد سياحي شتوي شهير، إعادة فرض تدابير العزل مدة ثلاثة أيام من مساء الخميس وحظر تجول ليلي حتى 10 أغسطس.
واختارت ألمانيا فرض إجراءات حجر صحي معززة على المستوى المحلي. وتريد السلطات الألمانية اعتماد «حظر خروج» في مناطق جغرافية محدودة للمقيمين الذين سيعاد حجرهم بعد ظهور بؤرة نشطة لكوفيد-19 في مناطقهم السكنية.
وفي فرنسا حيث عادت بؤر انتشار الفيروس إلى الظهور في الأيام الأخيرة خصوصا في مقاطعة مايان (غرب)، سيكون وضع الكمامات إلزاميا «بدءا من الأسبوع المقبل» في كل المؤسسات المغلقة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس.
وهذا الإجراء الذي أعلن عنه الرئيس إيمانويل ماكرون الثلاثاء، ما كان سيدخل حيز التنفيذ حتى الأول من أغسطس لكن كثرا فوجئوا بأن سريانه كان متأخرا.
وحضر المراسم التكريمية لضحايا كوفيد-19 رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ومدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج.
وكانوا جميعهم يضعون كمامات ويجلسون على كراسٍ متباعدة احتراما للتباعد الاجتماعي.
وقال الملك فيليبي السادس لأقارب ضحايا الوباء: «لن ننسى الضحايا أبدا. لستم وحدكم في مواجهة الألم».
وأصيب أكثر من 13.4 مليون شخص بالفيروس في العالم وتم الإبلاغ عن ما يقرب من 580 ألف وفاة حتى الآن.
وفي الولايات المتحدة أظهرت بيانات جونز هوبكنز حتى أمس أنّ الدولة الأكثر تضرّرا من الوباء في العالم سجّلت خلال 24 ساعة 67632 إصابة جديدة بالوباء، إضافة إلى 795 وفاة، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الذين حصد الفيروس الفتّاك أرواحهم في هذا البلد إلى أكثر من 137.200 شخص من أصل أكثر من 3.49 ملايين مصاب.
وقد سجلت ولاية تكساس العدد الأكبر من الإصابات في هذه الحصيلة مع رقم قياسي يومي بلغ 10790 حالة جديدة.
وتخطّى عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي عتبة الـ150 ألف وفاة الأربعاء «151022»، نصفها تقريبا في البرازيل، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية، لتصبح ثاني أكثر منطقة متأثرة بالوباء بعد أوروبا (203793).
وعبّرت مفوضة الصحة الأوروبية ستيلا كيرياكيدس عن قلقها بشأن «تفاعل الأنفلونزا الموسمية مع كوفيد-19».
وحذّرت قائلة: «يتم الإبلاغ عن عودة تفشي المرض بشكل متزايد في العديد من الدول الأعضاء. إن التحضر أمر أساسي خصوصا قبل أشهر من فصلي الخريف والشتاء».