كتبت: إيمان عوني مقلد
قررت السلطات الفيليبينية نشر عناصر الشرطة لضمان نقل الأشخاص الذين تثبت إصابتهم بفيروس كورونا المستجدّ والذين لا يستطيعون عزل أنفسهم ذاتيا في المنزل إلى مراكز حجر صحي تديرها الدولة، ما أثار تحذيرات الأربعاء من انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان.
وتأتي هذه الخطوة فيما تكثّف السلطات جهودها لإبطاء الانتشار السريع للفيروس عن طريق زيادة الاختبارات وإعادة فرض الإغلاق وبناء العشرات من مراكز الحجر الصحي لعزل المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة.
وقال المسؤولون إنه من أجل السيطرة على الانتقال المحلي، ترافق الشرطة العاملين الصحيين إلى منازل الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم الإيجابية وتأخذهم إلى المرافق الحكومية إذا اعتبرت منازلهم غير ملائمة للعزل الذاتي أو إذا كانوا يعيشون مع أشخاص أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
ودافع هاري روكي المتحدث باسم الرئيس رودريغو دوتيرتي عن قانونية الحجر الإجباري قائلا “نحن نفضل أن يستسلم المرضي الذين لا تظهر عليهم أعراض واصحاب الأعراض الخفيفة طواعية وأن يحبسوا أنفسهم في مراكز العزل”.
وتابع أنها “عطلة مدفوعة الأجر في منشأة مكيّفة. ليس الأمر كما لو أنهم ذاهبون إلى … معسكرات العمل والسجون”.
وأثار وزير الداخلية إدواردو أنو موجة احتجاج الثلاثاء حين قال إنّ الشرطة ستبحث عن المصابين وهدد بالسجن لكل من حاول إخفاء أعراض كوفيد-19.
وقالت منظمة كاراباتان الحقوقية المحلية إنّ “عمليات التفتيش التي تقوم بها الشرطة من منزل إلى منزل أدت إلى مقتل الآلاف في حرب المخدرات المزيفة التي تشنها الحكومة”، في إشارة إلى حملة دوتيرتي المثيرة للجدل ضد عصابات المخدرات.
وتابعت أنّ “عمليات التفتيش هذه ستؤدي فقط لترويع المرضى وأسرهم … ماذا ستفعل الشرطة عندما يرفض المرضى القدوم معهم، سيطلقون النار عليهم؟”.
وقال الاتحاد الوطني لمحامي الشعب إنّ هذه التدابير “ستزرع الخوف في مجتمعاتنا وتدعس على حقوقنا”.
والاربعاء، بدا أن الشرطة تتراجع عن تعليقات أنو، إذ أعلنت أنّ عناصرها سيكونوا “الملاذ الأخير” لإدخال المصابين بالفيروس إلى مراكز الحجر الصحي.
وأفاد نائب رئيس عمليات الشرطة غييرمو إليزار محطة إذاعة محلية “لن نطرق من تلقاء أنفسنا على أبواب منازل الناس”.
وأوضح “سوف نرافق قوة العمل المحلية في البلدات لمكافحة كوفيد-19 بقيادة العاملين الصحيين”.
والاثنين الماضي، أعلن وزير الاشغال العامة مارك فيلار أنّ الحكومة تعتزم بناء 50 مرفقا للحجر الصحي لمواجهة العدد المتزايد من الحالات، قبل أن يعلن الأربعاء إصابته بالفيروس.
وتضم الفيليبين بالفعل أكثر من 8300 مركز للحجر الصحي بها أكثر من 73 ألف سرير.
وأظهرت أرقام وزارة الصحة أن متوسط معدل الإشغال 32 بالمئة.
وبعد فرض أحد أطول عمليات الإغلاق حول العالم، قامت مانيلا بتخفيف القيود في الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد الإصابات الجديدة.
وسجّلت البلاد 57 ألفا و500 حالة إصابة بالفيروس حتى الثلاثاء، مع 1603 حالة وفاة.