عمر الشريف ومحمود رضا
بقلم/ د. حمدي زكي
المستشار السياحي في إسبانيا
بالأمس ودعنا شيخ الفنانين الرائع محمود رضا ليتصادف العاشر من يوليو ذكري وفاة عمر الشريف وأيضا محمود رضا وكليهما كان سفيرا فوق العادة لمصر بل قل وزارة خارجية نشطة.
ولقد لمست تأييدهما للسياحة المصرية ومنحانى رحمهما الله كل الدعم، وسوف أعرض هنا موقفًا لفرقة رضا، وقد أختار له العنوان التالي:
“فرقة رضا بطل معرض برشلونة السياحى الدولي عام ٢٠٠١ ”
في اجتماع رؤساء المكاتب السياحية الأجنبية في مدريد لتمثيل ٤٦ دولة، كان لي شرف تمثيل مصر، وكان الهدف من الاجتماع اختيار الدولة ضيف الشرف في معرض برشلونة الدولي لعام 2001م، وقد راح كل ينافس من أجل أن يقع الاختيار علي بلده.
باختصار فازت مصر بأن تكون ضيف شرف ليس فقط في برشلونة أبريل ٢٠٠١ بل وأيضا في بلباو لنفس العام، وفشل مندوب إسرائيل في انتزاع أي من المعرضين، وكانت هناك مشكلة تكمن في أن إدارة معرض برشلونة تمنح البلد ضيف الشرف مساحة كبيرة لجناحها بالمجان غير أنه لم تك عندى ميزانية كافية لتغطية ديكورات وأنشطة الجناح المصري والتى تتضاعف في حال ضيف الشرف، فلجأت لخطة ترتكز علي أمرين:
الأول: عمل مؤتمر صحفي بمناسبة دنو موعد افتتاح مكتبة الإسكندرية.
والثانى: استضافة فرقة رضا، وقمت بالحصول علي دعم الرعاة الأسبان، من محبى الحضارة والفن المصري، كما حضر لبرشلونة الأستاذ مدحت السكرى نائبا عن د. ممدوح البلتاجي، والذى ذهل أولا للإعلام المكثف الذى حصلت عليه مصر بسبب أداء فرقة رضا. وثانيا للتكلفة التى لا قِبَلَ لنا بها، والتى تحملها الرعاة الأسبان.
أما واجهة المعرض علي ميدان إسبانيا فقد احتلتها لافتات عن مصر بامتداد مائة متر X ٨ أمتار ارتفاعا، وكانت فرقة رضا برئاسة الجميلة العظيمة ابنة أخت محمود رضا الفنانة نيفين رامز زوجة الفنان محمد صبحى التى لم أشهد في أدبها وكرمها.
فبحسب العقد تقوم الفرقة بعمل رقصة مرة واحدة يوميا، وكانت هى تقود الفرقة لثلاثة عروض يوميا، وتقزمت أمامها فرق أوربا وأمريكا اللانينية، وذاد من اكتساح مصر عرض فيلمى “أجازة نصف السنة”، و “غرام في الكرنك”، بشاشات الجناح المصري ورقص الجمهور مع أغنية الأقصر بلدنا.
وأذكر ذات مرّة أن إحدى الراقصات كانت لا تأكل اللحم، فطلبت لها سمكا علي الغذاء، فإذا بنيفين تنهرها: بلاش دلع، كلكم تأكلوا اللي موجود.
ثم جاءتنى فكرة عمل ليلة مصرية تحييها فرقة رضا خارج المعرض وبغية التوفير لجأت لصديقي رجل الأعمال الإسبانى جوردى كلوس صاحب المتحف المصري ببرشلونة الذى رحب بمنحنا القاعة بالمجان، بل ودفع الكوكتيل للحضور من الإعلاميين والسياحيين والمشاهير.
واكتظت قاعة المتحف، وكان بين الحضور الأصدقاء وكلاء السياحة الأساتذة: علي غنيم وسيد جمعة وناصر ميلاد رحمه الله وطارق علي وزميلي إيهاب علي، وجلس بعضهم علي السلم والبعض الآخر استند علي درابزين السلم الحلزونى.
ولنعود لأداء فرقة رضا الذى أبهر الجميع حيث رقصوا محاطين بالآثار في مساحة ضيقة جدا لدرجة أن صاحب المتحف السيد كلوس قال لي: أنا كنت حاطط ايدى علي قلبي لأن العصا اللي بيرقصوا بيها ممكن تخبط زجاج الفاترينات غير أنهم رقصوا ببراعة رغم ضيق المساحة المتاحة، وخرجت صحف اليوم التالي ومنها لافانجوارديا والبيريودىكو والابوي، وصورة فرقة رضا تحتل الغلاف ونبذة عن حمدى زكى فى مؤتمر صحفي عن مكتبة الإسكندرية، ونبذة أخري عن تصريحات لي عن الأصول الفرعونية التى تأثرت بها فرقة رضا.
واليوم التالي اصطحبت فرقة رضا للعشاء بمطعم فلامنكو يمتلكه صديق إسبانى، وبعد انتهاء رقصة الفلامنكو للفرقة الإسبانية طلب الإسبان تبادل الرقصات بأن ترقص فرقة رضا فلامنكو على أن يرقص الإسبان رقص شرقي وبرع أعضاء فرقة رضا في رقص الفلامنكو بينما كان من الصعب على الإسبان محاكاة الرقص المصري. ومع ذلك صفقنا لهم شرف المحاولة.
وكان أن سألني أستاذ السكرى بس احنا مابعتناش لك ميزانية لكل ده! فأجبته: صديقي الإسبانى واسمه ميجيل هو اللي عازم وهو يمتلك أيضا فنادق وأيضا عمل لنا تخفيض لإقامة الفرقة.
وهنا أيضا لابد أن أذكر دور فرقة رضا، نظرا لضيق اليد ونظرا لأن الميزانية المتاحة لا تتعدى عشرة بالمائة مقارنة بميزانيات مقاصد أخرى منافسة منها فرنسا وتونس والمغرب وهولندا وانجلترا وإيطاليا وإسبانيا، غير أنه ليس لديهم الحضارة المصرية القديمة ولا فرقة رضا حديثا، حيث طلبت من فرقة رضا تقديم رقصة بالفندق ردا علي كرم صاحب الفندق.