كتبت: إيناس مقلد :
أظهر إحصاء لرويترز أن الولايات المتحدة سجلت نحو 69 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا يوم الجمعة الماضى وذلك فى زيادة يومية قياسية لليوم الثالث على التوالى.
وشهدت ثمانى ولايات أيضا زيادات قياسية فى عدد الإصابات اليومية يوم الجمعة هى ألاسكا وجورجيا وأيداهو ولويزيانا ومونتانا وأوهايو ويوتا وويسكونسن.
وسجلت فلوريدا وهى واحدة من أشد الولايات تضررا بالوباء 92 وفاة و11433 إصابة جديدة يوم الجمعة، فضلا عن تسجيل سبعة آلاف مريض بالمستشفيات. وأعلنت أكثر من 48 مستشفى فى فلوريدا بلوغ طاقة الإستيعاب القصوى فى وحدات الرعاية الفائقة.
وازداد الإنقسام بين الأمريكيين بشأن عدة قضايا مرتبطة بالوباء، منها إعادة فتح المدارس والأنشطة التجارية وإرتداء الكمامات فى الأماكن العامة. ويوجد إجماع شبه عالمى بين خبراء الصحة على أن إرتداء الكمامات أحد أفضل الوسائل فعالية لوقف إنتشار الفيروس الذى أودى بحياة أكثر من 133 ألف أمريكى. ويزيد عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس داخل الولايات المتحدة على ثلاثة ملايين حالة وفقا لإحصاء رويترز. وتزداد الإصابات في المجمل في 44 ولاية بناء على تحليل لرويترز للإصابات فى الأسبوعين الأخيرين.
وأظهرت بيانات جونز هوبكنز أنّ إجمالى عدد المصابين بكوفيد-19 فى الدولة الأكثر تضررا بالوباء إرتفع إلى 3.18 ملايين شخص، توفى منهم حتى اليوم 133.969 شخصا بينهم 774 فارقوا الحياة فى غضون الساعات الأربع والعشرين الماضية.
والولايات المتّحدة هى، بفارق شاسع عن سائر دول العالم، البلد الأكثر تضرّرا من جائحة كوفيد-19، سواء على صعيد الوفيات أو على صعيد الإصابات. غير أنّ هذه الأرقام، على الرّغم من ضخامتها، تبقى فى نظر خبراء الأوبئة دون الأعداد الحقيقية، والسبب فى ذلك هو الصعوبات التي كانت تعترض عمليات الخضوع للفحوصات المخبرية خلال شهرى مارس وأبريل 2020.
وقال أنتونى فاوتشي كبير خبراء الأمراض المُعدية فى الإدارة الأمريكية إنّه «عندما نقارن أنفسنا بدول أخرى لا أعتقد أنّه يمكننا القول إنّنا نقوم بعمل جيد». ويدقّ الخبير الصحّى جرس الإنذار منذ أيام بخصوص إرتفاع عدد الإصابات الجديدة ولا سيّما فى جنوب البلاد وغربها، مستنكرا التسرّع فى رفع تدابير الإغلاق وتهوّر الأمريكيين. وأودى فيروس كورونا المستجدّ بما لا يقلّ عن 556.140 شخصا فى العالم منذ ظهوره فى الصين فى ديسمبر، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسميّة يوم الجمعة.
ولا تعكس هذه الأرقام إلا جزءا من العدد الحقيقى للإصابات، إذ إنّ دولا عدّة لا تُجرى فحوصا إلاّ للحالات الأكثر خطورة، فيما تعطى دول أخرى أولويّة فى إجراء الفحوص لتتبّع مخالطى المصابين، ويملك عدد من الدول الفقيرة إمكانات فحص محدودة.
من جانبه، قال حاكم ولاية تكساس الأمريكية جريج أبوت إن «الأمور ستصبح أسوأ» فى الولاية إذ تم نقل أكثر من 10 آلاف مصاب بفيروس كورونا إلى المستشفيات لتلقى العلاج.
وإستمر أسوأ أسبوع تمر به تكساس بسبب الوباء إذ توفى 95 شخصا يوم الجمعة الماضى
وفى مقاطعةستار على حدود تكساس مع المكسيك قال القاضى ايلوى فيرا إن مجتمعه الريفى يحاول الحصول على مقطورة مبردة لأن دار الجنازات المحلية لا تستطيع التعامل مع أكثر من جثتين يوميا. وطلب ممثلو تكساس فى الكونجرس من إدارة ترامب إقامة مستشفى ميدانى فى وادى ريو جراندى. وحذروا فى خطاب أرسلوه يوم الجمعة الماضى إلى وزير الخدمات الصحية والإنسانية أليكس عازار من أنه «لا يوجد دليل على أن حصيلة الإصابات ستستقر قريبا».
وإلى بكين وصل خبيران من منظمة الصحة العالمية إلى بكين أمس السبت فى مهمة إستكشافية قبل بدء تحقيق تريد هذه الهيئة الدولية إجراءه حول مصدر فيروس كورونا المستجد فى الصين فى نهاية 2019، بينما تجاوز عدد الوفيات فى البرازيل سبعين ألفا.
وتأتي زيارة الخبيرين وهما عالم أوبئة ومتخصص فى الصحة الحيوانية بينما أطلقت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة نداء يدعو إلى الحذر فى مواجهة إرتفاع كبير فى عدد الإصابات فى العالم مؤخرا.
وعند إعلانها يوم الجمعة توجه الخبيرين إلى الصين قالت الناطقة باسم المنظمة ماجريت هاريس إنهما سيجريان محادثات مع مسؤولين صينيين وسيحددان الأماكن التي ينبغى على بعثة التحقيق المقبلة زيارتها. وقالت هاريس: «أحد الأسئلة الكبرى هو تحديد ما إذا كان الفيروس قد إنتقل إلى الإنسان من حيوان، وإذا كان الأمر كذلك فمن أي حيوان؟».
ورحبت الولايات المتحدة الجمعة بإعلان تحقيق المنظمة فى الصين. وقال السفير الأمريكى فى الأمم المتحدة فى جنيف أندرو بريمبرج: «نعتبر هذا التحقيق العلمى مرحلة ضرورية للحصول على فهم كامل وشفاف للطريقة التى إنتشر فيها هذا الفيروس فى العالم». وجاء هذا التصريح إيجابيا على غير العادة من قبل الولايات المتحدة التى بدأت يوم الثلاثاء رسميا إجراءات انسحابها من منظمة الصحة العالمية.
وتنتقد واشنطن المنظمة منذ بداية الأزمة وتتهمها بالتأخر فى الرد، وخصوصا بالإفراط فى التساهل مع الصين بعد ظهور الفيروس. وأعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى مايو أنه «سينهى العلاقة» بين الولايات المتحدة ومنظمة الصحة العالمية التى وصفها بأنها «دمية بيد الصين».