بقلم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
الأخلاق المتدنية تعصف بالقيم فى بسيون
قولا واحدا .. سوء الخلق أخطر على الوطن الغالى من الإرهاب اللعين ، لأن الأخلاق أمن قومى ، والتجاوز أو التهاون عن التصدى لعديمى الأخلاق مساهمه مباشره فى تدمير المجتمع المصرى عن آخره لأن الأخلاق هى المرتكز الرئيسى والأساسى لنهضة أى أمه ونبع إستقرارها ، من أجل ذلك كان التصدى لعديمى الأخلاق عمل جليل يساهم فى إستقرار الوطن وحماية أبناء الشعب ، وهذا لن يتأتى إلا بتكليف النيابه العسكريه إعمال شئونها فى هذه المأساه الحقيقيه بعد أن حققت نجاحا باهرا وناجزا وفاعلا فى التصدى لمخالفات البناء صفق لها الجميع وأشعرهم بقيمة الدوله المصريه وثباتها .
إنطلاقا من ذلك كان السؤال الجوهرى الذى يسأله معى كثر ، ماالذى يحدث فى بلدتى بســيون .. تدنى ، وإنحطاط ، وتجاوزات ، ومساخر ، فى الشوارع وعبر الفيس بوك ، تعدت كل الحدود ، كل ذلك يتم وفق منهج له معالم يرعاها أفراد مجرمين يعرفهم الجميع بالسوء من القول والفعل ، ويتبناه سفهاء هم من أرازل البشر ، الذين يمكن أن يفرزهم أسوأ المجتمعات وأحطها ، كالعاده تنامت تلك الظاهره ونحن مقبلون على إستحقاقات برلمانيه ، والجميع فى صمت مريب ، حتى وصم المجتمع البسيونى بأنه نبع كل الموبقات وبإمتياز .
الجميع مسئولون أمام الله رب العالمين فى القلب منهم خيار الناس ببلدتى بسيون لصمتهم عن تلك الظاهره المريبه ، وتهاونهم فى التصدى لمعتنقيها ، عقلاء بسيون وكرامها الذين لم يعلنوا عن رفضهم لهذا المسلك اللعين الذى يحاول السفهاء أن يفرضوه واقعا فى حياتنا ، وكذلك رموزها ، وأصحاب القرار والمسئولين بها ، وأجهزة الأمن ، ووكيل وزارة التربيه والتعليم ومدير الإداره التعليميه المنوط بهم مقاومة الإنحراف الخلقى وفرض الإحترام على العمليه التعليميه .
بدأت أجواء الإنتخابات البرلمانيه شيوخ ونواب وكالعاده بدأت الإنحطاطات فى بلدتى بسيون البندر والمركز والقرى والكفور والعزب وتعددت ، وتشعبت ، وتشابكت وأصبحت تتنامى عبر تخطيط دقيق ومحكم بإستخدام الفيس بوك ، بل إنها أصبحت تتحكم فى كل الأمور بعد أن دخل فى أتونها مأجورين كثر تجاوزوا كل حدود الأدب ، واللياقه ، والإحترام الأمر الذى يجدون فيه أنفسهم طرفا فى معركه الكاسب فيها خاسر لامحاله ، من هنا نجد البعض فى ترقب وإنتظار لما سيطرحه البعض الآخر ليشوهوه وينثروا عليه الغبار فتتنامى المساخر ويعود الجميع أخلاقيا لنقطة الصفر .
يؤلمنى أن أقول أن الصراعات أصبحت من أبرز السمات السلبيه فى مجتمع بسيون بعد أن وضع كبار السفهاء الأسس الحاكمه له ، وأخذ ينطلق الصغار على هذا الدرب اللعين جيلا بعد جيل ، حتى إمتدت شظاياه إلى كل مكونات المجتمع وعمق الأسره الواحده ، وبين أبناء العمومه ورفقاء الدرب ، وزملاء العمل ، حتى أصابه الوهن والضعف وخيم علي جنباته الإضمحلال .
لم يستوعب كرام بلدتى بسيون والأجهزه المعنيه الدرس الذى خلفه صمتهم على نهج السفهاء والذى كان من نتيجته فى السابق أن أصبح من الطبيعى أن تكون بلدتنا بسيون بلدا وأهلا بلاقيمه أو قدر عند الحكومه فبات تهميشنا من المسلمات حتى فى الحياه النيابيه حيث فرض علينا فى السابق أن نكون تابعين أذلاء لقطور بعد إلغاء دائرتنا الإنتخابيه العتيقه والعريقه وكان ممثلينا الثلاثه بالبرلمان ولهم كل الإحترام من قطور ، والآن كل المؤشرات اليقينيه تقول أنه لاقيمة لنا ولاوزن ولاحتى إعتبار فى الإنتخابات القادمه الشيوخ والنواب الأمر الذى سيكون معه من الطبيعى أن يتجاهلنا أيضا أبناء المراكز الأخرى الذين سنرتبط معهم فى دائره إنتخابيه واحده بالضبط كما تتجاهلتنا الحكومه ويتركوننا تأكلنا نار الأحقاد والكراهيات البغيضه .
الآن وبسبب تلك الصراعات سيستمر أبناء بلدتى بسيون فى عض أصابعهم لامحالة من الندم ، وسينعم كل مسئول محلى بالراحه والهدوء والإستقرار لأنه لن يحاسبهم أحد وكيف يحاسبهم وهى بلد بلا نواب ومجتمع منزوع الأخلاق متدنى السلوك ، ولن يتصدى لمشاكل الناس وهمومهم أحد ومن يظن أن الفيس بوك سيسد هذا الفراغ فهو واهم ، ومن يظن أن المجالس الشعبيه المحليه التى لانعلم متى تبدأ تكفى فهو لايعرف أن دور النائب أسمى وأجل وإن كان للمجالس الشعبيه دورها الهام ، ومن يظن أن الشباب قادر على أداء هذا الدور بعيدا عن الآليات الدستوريه والقانونيه فهو واهم ، ومن يعتقد أن تشويه الساسه سيكون سبيلا لأداء دور على مسرح الخريطه السياسيه إنما يظلم نفسه ويساهم فى ترسيخ الإنقسام والتشرذم .
خلاصة القول .. بات من الضرورى مناشدة أجهزة الأمن لإستخدام قانون الطوارىء وتكليف النيابه العسكريه لإنقاذ بلدتى بسيون من الدمار الذى أوشك على أن يعم كل أركانها بسبب سوء الخلق ، وتبنى المطالبه بإتخاذ إجراءات قانونيه رادعه ضد كل السفهاء ، والتواصل مع الأجهزه لإنقاذ بلدتى بسيون من هذا الإنحطاط ، ويتعين على الدكتور طارق شوقى وزير التربيه والتعليم أن يضع برنامج أخلاقى رادع وحاسم لضبط السلوك الأخلاقى وفرضه فرضا على أسرة التربيه والتعليم لأنه بإنحرافات بعضهم سلوكيا يكون قد تم فتح بابا لترسيخ قلة الأدب والإنحطاط ، ينسف أى جهد يبذل فى العمليه التعليميه ، بالمجمل على الجميع النظر بعين الإعتبار لتلك القضيه الأخلاقيه التى باتت تهدد الوجود المجتمعى ببسيون الذى بات يحتاج وبحق إلى ثورة أخلاقيه غير مسبوقه .
أتمنى أن يتفهم وزير التربيه والتعليم والأجهزه الأمنيه خطورة التهاون حيال تلك القضيه ، وأن يفهم كل أبناء بلدتى بسيون تلك الرساله المؤلمه ويعيدوا حساباتهم مع أنفسهم كبارا وصغارا ، شيوخا وشبابا ، صبيه وأطفالا ، سيده وفتاه ، وأن يضربوا بيد من حديد على يد المتنطعين من بينهم هذا إذا كانوا يريدون حقا أن تكون بلدتنا جديره بالإحترام والتقدير عند كل أبناء المجتمع المصرى فى القلب منهم المسئولين على كافة المستويات بالدوله .