توفير حياة كريمه لأسر شهداء الطب واجب قومى
بقلم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
التضحيه بالنفس من أجل التضحيات التى أقرها الشرع الكريم لذا كان الجزاء الجنه ، لذا قال رب العزه ” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ” ولعل تضحية أعضاء المنظومه الطبيه بأنفسهم لتحيا الأمه من أجل وأعظم التضحيات ، ولنا أن نتخيل كيف الحال بمصرنا الحبيبه لو تخلى أعضاء الطاقم الطبى عن واجبهم حرصا على حياتهم ألا يكون نتيجة ذلك فناء هذا البلد عن آخره وتلاشى وجوده من على الخريطه المجتمعيه .
إن الأمة التي يتخلق أفرادها بالتضحية والبذل كما فعل ويفعل طاقم الأطباء والتمريض لمواجهة فيرس كورونا ، لا شك في أنها تكون قادرة على إنجاز أهدافها ، وتحقيق آمالها وطموحاتها ، والوصول بعون الله إلى غايتها ، وليكن لدينا اليقين مستقر فى أن الأمة التي تعود أبناؤها على البذل والعطاء ، وتخلقوا بالتضحية والفداء تكون في منجاة من الضوائق والأزمات ، وتسلم كذلك من الشحناء والعداوات ، ويحل الإيثار ، وتنمحي الأثرة ، وتسودها المحبة ، وتزول منها البغضاء ، ويعمها التواد والتآلف والتراحم ، وتصير أهلًا لرحمة الله ، ومثوبته في الدنيا ويوم لقاه .
لاشك أن أزمة فيرس كورونا أفرزت أن فى وطننا الغالى أبطال بحق يضحون بأنفسهم ، وأولادهم ، وأسرهم ، فى سبيل الحفاظ على كل الناس .. والله ماأجلها من تضحيه يتعين أن تقابلها الدوله كل الدوله حكومة ، وشعبا ، بعرفان كبير ، وتقدير فاق الوصف ، لاضير أن ينطلق من كلام طيب وثناء عظيم لكن هذا الكلام الطيب والثناء العظيم لاقيمة لهما على الإطلاق إذا لم يتبعهما إجراءات عمليه حقيقيه تترجم فى قرارات توفر حياه كريمه لأسرهم جميعا .
إنطلاقا من ذلك فإنه ليس من المقبول على الإطلاق ضميريا ، ولاأخلاقيا الصمت حيال ما لمسته عن قرب بشأن أسرة الطبيب رامى الديب شهيد الكورونا الذى بكاه كل أبناء بلدتى بسيون ، وأنا معهم بقلوبنا قبل دموعنا تأثرا بما قدمه من تضحيات لإنقاذ حياة مصابى كورونا لكن عناية الله سبقت محاولات الأطباء وما بذلته من جهد لإنقاذ حياته الأمر الذى لانملك معه إلا الرضاء بقضاء الله وقدره لأن هذا شأن المؤمنين .
الطبيب الشهيد رحل عن دنيانا وترك زوجه شابه ، وطفلتين سبع سنوات وثلات سنوات ، وأم صابره محتسبه ، وشقيقه تبكيه ليل نهار فهو عائلهم الوحيد بعد وفاة والده منذ عام ، جميعهم سيتقاضون معاشا لايصل إلى الألف جنيه وهو مبلغ لم يعد كافيا لدفع فاتورة إستهلاك كهرباء فى شهر ، وذلك نظرا لشريحة التأمينات التى سجلت له مدة خدمه بسيطه ، وكان هذا الشاب الخلوق يوفر الحياه الكريمه لهم من خلال العمل فى أكثر من مكان بالمستشفيات ، الأمر الذى لاأناشد فيه أحدا كائنا من كان حتى رئيس الحكومه الدكتور مصطفى مدبولى الإنسان ، بل أطالبهم جميعا مرفوع الرأس أن يتخذوا من الإجراءات والقرارات مايجعلهم يعيشون حياة كريمه لأننى أتحدث عن شهيد ومن كان يعولهم وجميعهم تاجا على رأس كل المصريين .
بوضوح شديد .. التكريم الأدبى لإبن بلدتى بسيون الدكتور رامى الديب أمر محمود ومقدر ، وإطلاق إسمه على مدرسه أمر طيب لكنه ليس كافيا لتوفير حياة كريمه لمن كان يعولهم من زوجه وطفلين وأم وشقيقه ، لذا أطالب الحكومه فى القلب منها وزارتى الصحه والماليه بمعاملته وكل شهداء الطواقم الطبيه معاملة شهداء الجيش والشرطة وفورا لأن مجرد الإحساس بأن هناك من سيقدم المساعده الماديه لأسرته ليواجهوا الحياه إحساس قاتل لايليق بقيمة وقدر ماقدمه من تضحيات ولابقيمة وقدر الدوله المصريه العظيمه .
ليس إستجداءا أو عطفا أو تفضلا بل حق مشروع وفى مقدرو الحكومه تنفيذه وفورا نعم وفورا وهو صدور قرار بتعيين زوجة الدكتور رامى الديب وشقيقته فى إحدى شركات البترول لمساعدة أسرهن فى تحمل تكاليف أعباء المعيشة ، وإعفاء طفلتيه فيما هو قادم من كافة الرسوم والمصاريف الدراسية بالمدارس الخاصة ، أو أى رسوم تفرضها الدوله على الأفراد حفاظا على البعد اﻹجتماعى ، بالإضافه إلى التأكيد على تكريمهم أدبيا ومجتمعيا .
تلك قناعاتى وهذا مطلبى وكل ماعندى فى هذا الشأن ، وسأظل أطالب به عن قناعه حقيقيه ، ويقينا ستجد أصحاب ضمائر حيه فى هذا الوطن يستشعرون ماطرحته بقلوبهم وكيانهم ، ويتمسكون بتوفير حياه كريمه لكل من ضحى فى سبيل هذا الوطن الغالى ، أرضا وموطنا وشعبا أبيا كريما هو فى مقدمة وصدارة كل الشعوب فى الماضى والحاضر والمستقبل إن شاء الله متمنيا أن أتلقى تليفونا من مجلس الوزراء يسعدنى بأن أسرة الدكتور البطل رامى الديب فى رعاية وكنف الدوله المصريه الحبيبه .